ألقى الأديب الإسرائيلي، ديفيد غروسمان، الحائز على جائزة إسرائيل في الأدب العبري، خطابا أمس (الثلاثاء) في مراسم الذكرى البديلة المشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين، التي جرت في تل أبيب. شارك في المراسم التي أقامها “منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلية – الفلسطينية” نحو 7.500 شخص.
تحدث غروسمان في خطابه عن ابنه أوري، طيب الذكر، الذي سقط في حرب لبنان الثانية. “خسرت أنا وعائلتي ابننا أوري في الحرب، وقد كان جنديا شابا، ذكيا، طيبا، ورائعا، والآن وبعد مرور 12 عاما، ما زال من الصعب التحدث عنه علنا”، قال غروسمان. “تشكل وفاة شخص محبوب وفاة ثقافة شخصية كاملة، لمرة واحدة، تتميز بلغة وسر خاص بها، ولن تظل أكثر”.
لقد اختار غروسمان نقل رسالة تصالح وسلام وأوضح: “الإبداع والحزن يشكلان تواصلا. يمكن للأعداء أيضا أن يتعاطفوا مع الثكل بسبب الحزن. نحن إسرائيليّين وفلسطينيين فقدنا أغلى ما عندنا، وربما أعز من روحنا، ونحن نتطرق إلى الواقع عبر جرح ما زال مفتوحا”. وأضاف: “إذا لم يكن منزل لدى الفلسطينيين، فلن يكون منزل لدى الإسرائيليين أيضا”.
في تتمة خطابه، هاجم غروسمان بشدة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وانتقد إدارة إسرائيل بشدة وتعاملها مع الفلسطينيين. “في حين تقمع إسرائيل شعبا طيلة 70 عاما وتتبع سياسة الأبارتهايد لا تظل منزلا لنا، وعندما يمنع وزير الدفاع الفلسطينيين داعمي السلام من المشاركة في لقاء داعمي السلام، لا تظل منزلا للفلسطينيين. عندما تسعى إسرائيل إلى عقد صفقات مع أوغندا ورواندا لطرد لاجئين وتعريضهم للموت، لا تظل منزلا للجميع. عندما يحرض رئيس الحكومة ضد منظمات حقوق الإنسان ويحاول سن قوانين تعمل خلافا لقرارات المحكمة لا تظل إسرائيل منزلا للجميع”، قال غروسمان.
أثارت أقوال غروسمان غضبا عارما لدى الكثير من الإسرائيليين، الذين كتبوا ردود فعل غاضبة في شبكات التواصل الاجتماعي. “على الكتّاب عامة والكبار خصوصا، وليس مهم من لأية جهة من الخارطة السياسية ينتمون، سواء كانوا من اليمين أو اليسار أن يشتهروا عبر أعمالهم الفنية وليس عبر آرائهم السياسية”، غرد أحد المتصفِّحين في تويتر.
وتطرق متصفح آخر إلى أقوال غروسمان فيما يتعلق بالفلسطينيين كاتبا: “يُحظر على ديفيد غروسمان أن يستغل الثكل ليعرب عن آرائه، ولا يجوز له التحدث عنه في هذا اليوم أيضا”. بالتباين، أعرب متصفح آخر عن دعمه لغروسمان وكتب: “تعرض غروسمان القدير لوابل من الشتائم وأشعر بالشفقة تجاه جيل جاهل نشأ في إسرائيل وحُظر عليه طرح أسئلة وترعرع على كراهية والد ثكل لأنه يفكر خلافا لما يفكرونه فيه”.