تستمر المناقشات داخل حركة فتح على مستوى قيادة الحركة، وعلى مستوى كادرها، وذلك من خلال الاجتماعات الرسمية ومن خلال الاتصالات المختلفة ، حول انتخابات البلديات والمزمع عقدها في شهر تشرين/ أول اكتوبر القادم.
إذ تستمر الاتصالات في ظل رغبة جزء من قيادة الحركة وكادرها على تأجيلها، لتفادي هزيمة انتخابية نكراء يعاقب الشارع الحركة من خلالها على قضايا الفساد، وعلى الانقسام السياسي والانقسام داخل الحركة، وانسداد أي افق سياسي واقتصادي، من شأنه أن يحدث تغيير في الظروف المعيشية القاسية التي يمر بها المواطن الفلسطيني.
وفي حديث خاص مع موقع “المصدر”، قال مسؤول كبير في حركة فتح إن الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء، رامي حمد الله، يرفضان فكرة تأجيل الانتخابات بدعوى أنها ضرورية للسلطة الوطنية في سياق اتصالاتها مع المجتمع الدولي والدول المانحة.
وقال المسؤول إن الاتصالات التي تتم مع مندوبي هذه الدول تبين أنها تريد أن ترى حراك سياسي يفرز قيادات جديدة قد تنتج عن هذه الانتخابات، قيادات تأمل هذه الدول أن يكون من الممكن التعامل معها مستقبلا لتغيير الواقع السياسي، بعيدا عن التجاذبات الفلسطينية الداخلية سواء بين حماس وفتح وكذلك داخل حركة فتح.
وعلم “المصدر” أن المطالبين بتأجيل الانتخابات سيصعدون من حملتهم داخل الكادر الفتحاوي لحشد الدعم لطلبهم بالتأجيل، في حين تستمر الاتصالات بين مطالبي التأجيل وبين مسؤولي فتح في الأقاليم والمناطق المختلفة، لحشد أكبر عدد ممكن من الحركة للمطالبة بالتأجيل، في ظل ما يصفه ناشط بارز في فتح “عدم اكتراث الرئيس ورئيس الوزراء من عواقب الانتخابات إذا ما خسرتها الحركة” وهو احتمال لا يستبعده جزء كبير من قيادة الحركة ومن نشطائها البارزين.
وقال الناشط الفتحاوي إن هناك حقيقة واحدة تدركها الحركة، وهي معيار مهم في هذه الانتخابات “انه في ظل عدم القدرة على الفصل بين الحركة وبين السلطة الوطنية والحكومة، وفي ظل الانقسام الداخلي، لا توجد اليوم على مستوى الحركة سواء في المناطق المختلفة أو على مستوى الوطن أي شخصية تتمتع بإجماع يمكن الالتفاف حولها وطرحها بقوة على الشارع”.
ويؤكد الناشط أن أزمة فتح كبيرة لأن هناك ضرورة جماهيرية في تغيير الوجوه الحالية في البلديات والمجالس المحلية، ومن ناحية أخرى “هناك المأزق التي أدخلت حماس فتح فيه، بعد إعلانها المشاركة في الانتخابات وبالتالي الخيار أمام قيادة الحركة والسلطة صعب. فالمضي في الانتخابات معناه أن هناك إمكانية أن تكتسحها حماس، وتأجيلها معناه استمرار حالة الغليان والرفض في الشارع من قيادات حركية محلية ومركزية ارتبط اسمها بالفشل أو بالفساد. كلا الخيارين ليس سهلا وهذا يفسر حالة الصدمة والشلل والارتباك الذي تعيشه الحركة”.