في ظل الهجمة السياسية والإعلامية التي يتعرض لها بعد مشاركته في مراسم تشييع الرئيس الإسرائيلي الراحل، شمعون بيرس، أدخل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم، إلى المستشفى في رام الله لإجراء فحوصات طبية.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية الفلسطينية قد ادعت في بداية الأمر أن الرئيس عباس أدخل إلى المستشفى التخصصي في رام الله لإجراء فحوصات طبية عادية وفورية، ليتبين فيما بعد أنه أجريت للرئيس عملية قسطرة أفادت إدارة المستشفى أنها تمت بنجاح.
ولم تتضح بعد الأنباء حول صحة الرئيس عباس، وما إذا اضطر الأطباء لهذا التدخل بسبب تدهور طرأ على صحته، أم أن عملية القسطرة أجريت في إطار الفحوصات والكشوفات الدورية.
ويتزامن إدخال الرئيس عباس إلى المستشفى مع تقرير نشرته القناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي مفاده أن بعض الدول العربية تحاول دفع سفير فلسطين السابق في الأمم المتحدة ناصر القدوة، لخلافة الرئيس عباس.
وأشار المحلل في القناة الثانية للشؤون العربية، إيهود يعاري، إلى أن بعض الدول العربية تعتبر القدوة المرشح الأنسب لخلافة الرئيس الفلسطيني في ظل حرب خلافة متوقعة، علما أنه يتمتع بجملة من العلاقات والاتصالات الدولية مع دول عربية وغربية عديدة.
مصادر فلسطينية أكدت لـ “المصدر” أن بعض مندوبي الدول الغربية يفحصون خلال لقاءاتهم مع مسؤولين فلسطينيين وضع وثقل القدوة في الشارع الفلسطيني وفي وسط القاعدة الفتحاوية وقيادة السلطة وأجهزتها الأمنية.
ورأت هذه المصادر أن مسألة الخلافة لا زالت بعيدة عن الحسم لا سيما وأنه يوجد عدد ممن يعتبرون أنفسهم مرشحين لخلافة الرئيس، ومن بينهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات، القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي، والقيادي المفصول عن حركة فتح محمد دحلان، بالإضافة إلى أنه وفي خضم حرب الخلافة يتوقع أن ترغب المؤسسة الأمنية الفلسطينية في حضور قد يمثله أحد قياداتها من أبرزهم مدير المخابرات العامة ماجد فرج، رغم أن علاقاته مع قادة الأجهزة وقادة فتح متفاوتة.
المصادر أشارت إلى أن علاقة قوية تربط بين القدوة وبين الأسير البرغوثي وأن من شأن هذه العلاقة أن تدعم حظوظ ترشيحه أو أن تكون جزء من قيادة جماعية تدير شؤون المنظمة والسلطة وحركة فتح.
لكن جميع المصادر الفلسطينية التي تحدثنا إليها أشارت إلى أن صراع الخلافة لا يوشك على الحسم، وأن هناك أطرافا عديدة عربية ودولية وأبرزها إسرائيل والولايات المتحدة ستلعب دورا وسيكون لها كلمة تتعلق بهوية الرئيس القادم بعيدا عن الشعارات التي تتحدث عن أن الشعب الفلسطيني هو الذي سيختار قيادته.